الجناح السوري في معرض إكسبو دبي يضع اللمسات الأخيرة تحضيراً للافتتاح
- 2021-09-11
يستعد الجناح السوري في معرض إكسبو 2020 دبي للترحيب بزوار المعرض وتقديم رؤية شاملة عن التاريخ والثقافة والفنون والاقتصاد السوري كما يتم التركيز فيها بشكل أساسي على تقديم سورية كعنصر فاعل ومؤثر في تاريخ وثقافة وفنون واقتصاد العالم.
وتهدف مشاركة سورية في المعرض الذي يستمر ستة أشهر من الأول من تشرين الأول القادم حتى الـ 31 من آذار من العام القادم إلى مد جسور من التعاون المثمر مع الجهات المشاركة والزائرة لهذا المعرض العالمي المهم حيث سيكون جناح سورية نافذة تعرض حضارة ثرية ساهمت بإرساء الأسس التي تربط عالمنا المعاصر وتسعى لأن تنهض من جديد وتطالب بمكانتها في العالم.
مشاركة سورية تأتي تحت شعار “معا .. المستقبل لنا” وهي مستوحاة من تاريخها وتطلعات السوريين للمستقبل حيث ساهموا ومنذ فجر التاريخ الموثق بإنجازات كبيرة ساهمت بتطور تاريخ البشرية حيث كانت موطنا لأول محصول وأول أبجدية وأول نوتة موسيقية وقصيدة.
كل هذا يجعل الإنسان السوري مثالاً حقيقياً يجسد موضوع “تواصل العقول وصنع المستقبل” الذي اتخذه معرض إكسبو 2020 دبي شعاراً له .
سفير سورية في الإمارات العربية المتحدة والمفوض العام للجناح السوري في معرض إكسبو 2020 دبي الدكتور غسان عباس أشار الى اهمية استضافة الإمارات معرض إكسبو الدولي للمرة الأولى في المنطقة لافتا إلى أن هذا المعرض سيشهد نجاحاً منقطع النظير وأن سورية تسعى لأن تكون مشاركتها في إكسبو 2020 دبي إضافة متميزة لهذا المعرض الدولي المهم تعكس الصورة الحضارية للثقافة السورية وللشعب السوري .
وقال السفير عباس إن المشاركة في المعرض فرصة لنعزز حضورنا على الساحة الدولية من خلال تواصلنا مع زوار من جميع أنحاء العالم خلال فترة المعرض .. وحالياً يجري العمل على مدار الساعة لإنهاء اللمسات الأخيرة للجناح تحضيراً للافتتاح.
بالإضافة إلي الجوانب الثقافية والفنية والتاريخية يولي الجناح اهتماماً كبيراً بالفرص الاقتصادية المهمة التي يقدمها معرض إكسبو 2020 دبي للشركات ورجال الأعمال السوريين حيث تم تخصيص قسم من الجناح ليكون مركز أعمال يستضيف الأشخاص والمؤسسات الفاعلة في الاقتصاد السوري ويمكن للزوار حجز اجتماعات مع الشركات ورواد الأعمال والمؤسسات والوزارات الحكومية والمنظمات غير الحكومية للاطلاع على الفرص التي تطرحها سورية واستكشاف أوجه التعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية المتنوعة.
واختتم المفوض العام للجناح قائلاً: إضافة إلى التجربة الغنية للجناح فإننا نعمل على تنظيم برنامج فعاليات ثقافية وفنية واقتصادية متنوعة سنقوم بالإعلان عنها تباعاً ونحن على أتم الاستعداد للترحيب بزوار إكسبو 2020 دبي من جميع أنحاء العالم لنتواصل معهم ونصنع مستقبلنا معاً.
مدير الجناح السوري في معرض إكسبو 2020 دبي المهندس خالد الشمعة أكد أن مشاركة سورية في معرض إكسبو 2020 دبي تقدم فرصة مهمة للقطاعين العام والخاص في سورية للتواصل مع مجتمع الأعمال الدولي واستكشاف فرص التعاون والاستثمار مشيرا إلى أن الجناح سيستضيف مجموعة من الشركات السورية إضافة إلى الوزارات والمؤسسات ولا تزال الفرصة مفتوحة أمام الشركات ورجال الأعمال الراغبين بالمشاركة من خلال التواصل معنا لحجز فترة ومساحة المشاركة.
ووفق القائمين على جناح سورية سيتعرف زواره على محطات عدة تعرض لبعض أهم المساهمات التاريخية السورية في الحضارة الإنسانية إذ سيتمكنون من رؤية نسخة طبق الأصل عن أبجدية أوغاريت المتفق على أنها أول أبجدية في التاريخ تعود لحوالي العام 1400 قبل الميلاد وسيتعرفون على مراحل تطور الكتابة والأبجدية في مناطق متعددة من سورية وكيفية تأثير هذه الأبجدية في العالم وصولاً إلى اللغة العربية التي أثرت في العديد من لغات العالم.
ويمكن للزوار قراءة كلمات بلغاتهم ذات أصل عربي في إشارة إلى أن ما يجمعنا كبشر أكثر بكثير مما يفرقنا.
في محطة أخرى يركز الجناح على تطور المجتمعات الزراعية الأولى في سورية والتي يؤرخها الباحثون بحدود 15000 عاما قبل الميلاد والتي كان لها دور في تطوير تقنيات مبكرة للعد والتسجيل تسبق الكتابة عن طريق رقم طينية تسمى “التوكنز” وهي الأساس الذي بني عليه اقتصاد العصر البرونزي وما تبعه من حضارات.
في هذه المحطة أيضا وحسب القائمين على الجناح سيتمكن الزوار من المشاركة في عمل فني تفاعلي يكون زوار الجناح جزءاً منه ويرمز إلى العلاقة العضوية بين الإنسان والطبيعة.
كما سيتعرف الزوار على أقدم تدوين موسيقي مكتشف في العالم وسيشاركون من خلال تجربة تفاعلية بالفيديو والصوت والضوء في عزف وغناء هذه المقطوعة التي كتبت في أوغاريت منذ حوالي 3500 عام وترمز هذه المحطة إلى التخاطب مع زوارنا من جميع أنحاء العالم بلغة عالمية موحدة هي الموسيقى التي تربطنا جميعا.
في محطة أخرى من الجناح سيقام معرض جماعي لرسامين سوريين موضوعه “أنا السوري” حيث تمثل كل لوحة معروضة وجها من سورية .. وترتكز فكرة المعرض على أن كل إنسان سوري هو جزء من الوعي الجماعي بأننا جميعاً و معاً سنبني مستقبلاً أكثر إشراقاً لسورية والعالم وسيقوم الفنانون بتوقيع جميع اللوحات بإمضاء واحد هو “أنا السوري” تعبيراً عن ذوبان الأنا الفردية لصالح الجماعة.
وفي نهاية الجولة يستقبل الجناح زواره في منطقة هي قلب الجناح وهي مساحة تعبر عن سورية والسوريين بكلماتهم وصورهم حيث تم استعمال رقم خشبية تشبه تلك الرقم الطينية التي اكتشفها المنقبون في أرجاء سورية ومن خلال مبادرة أطلقها فريق العمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي شارك ما يزيد عن 1500 مواطن سوري من داخل وخارج سورية في صناعة الجناح السوري حيث تم إرسال هذه الرقم لمن قام بالتسجيل عبر الموقع الإلكتروني وشاركوا رسائلهم إلى العالم من خلالها وستكون هذه المحطة لوحة رائعة معبرة عن مشاعر السوريين جميعا وطموحاتهم ورؤيتهم للمستقبل.