لماذا تنفق السعودية أموالا طائلة لشراء نجوم العالم؟
- 2023-08-16
تشهد الرياضة السعودية مؤخرا تغييرات هائلة، وخاصة بعد انضمام رونالدو وكريم بنزيما ونيمار إلى صفوف أندية الدوري السعودي، في صفقات من العيار الثقيل، ومقابل امتيازات مالية ضخمة، ما جدد التساؤلات حول مغزى الإنفاق الضخم على كرة القدم.
وتحظى كرة القدم بشعبية كبيرة في المملكة العربية السعودية، ففي مونديال قطر 2022، كان المنتخب السعودي من أفضل الفرق تمثيلا ودعما على مستوى الجماهير.
كما أن الدوري السعودي متابع ويحظى بمستوى جيد، بالإضافة إلى مشاركة الفرق السعودية في البطولات القارية (دوري أبطال آسيا) والعالمية (كأس العالم للأندية).
في هذا التقرير نحاول إلقاء الضوء على الأسباب المحتملة لإقدام السعودية على هذه الخطوات وما الذي تتوقعه منها؟
الدوري السعودي يرتقي إلى العالمية
بلا شك، استقدام هذه الأسماء العالمية سينعكس على الدوري السعودي بمتابعة شعبية واسعة للغاية، لكن مع وجود أسماء مثل رونالدو، بنزيما، ونيمار سيخرج من حدود المملكة ليلقى متابعة في بلاد أخرى.
وهذه الخطوة ليست جديدة، صندوق الاستثمارات العامة السعودية، قد استحوذ على نادي "نيوكاسل يونايتد" الإنجليزي بصفقة ضخمة. حينها كان النادي مصنف ضمن الدرجة الثانية، لكن بعد الاستحواذ السعودي حقق تطورا لافتا قاده إلى التأهل إلى دوري أبطال أوروبا على حساب أندية بارزة.
وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد أطلق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية تحقيقا لأحد أهداف "رؤية 2030"، عبر تحفيز القطاع الخاص وتمكينه من المساهمة في تنمية الرياضة والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها، بما يحقق التميز للمنتخبات الوطنية والأندية الرياضية إلى جانب توسيع قاعدة ممارسي مختلف الألعاب والرياضات.
دخل إضافي للمملكة
في تقرير نشرته في مايو/أيار الماضي، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن رونالدو وغيره من اللاعبين سيعملون أيضا كعامل جذب للسياحة، فمتابعوه وجمهوره سيأتي لمتابعة مبارياته، كما سيساهم حضوره على الملاعب السعودية بتعزيز الدعاية الإيجابية للمملكة.
واعتبر التقرير أن الدوري السعودي احتل مؤخرا حيزا كبيرا من اهتمام الصحافة العالمية، التي باتت ترصد حياة رونالدو في السعودية، ما يعني دعاية مجانية للسياحة في الدولة العربية التي تشهد انفتاحا اجتماعيا واقتصاديا وتخفيفا للقيود المحافظة.
وتستهدف السعودية استقطاب 100 مليون زائر بحلول عام 2030، مقابل 62 مليونا في الوقت الحالي.
كما تأتي الخطوة في إطار بناء صناعة الترفيه في المملكة، خاصة وأن كرة القدم تحظى بمتابعة هائلة من سكان البلاد (70% دون سن 40).
صورة مختلفة عن السعودية
انضمام لاعبين عالميين للدوري السعودي يلمع صورة المملكة عالميا ويسلط الضوء على التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي فيها، والذي يتم التسويق له في رؤية 2030.
يجب النظر إلى ما يحدث على الساحة الرياضية بالمملكة على أنها جزء من خطط اقتصادية وسياسية وسياحية أشمل.
في يونيو/حزيران الماضي، كشفت تقارير أمريكية أن الخطة الرياضية السعودية تحظى بالدعم من أعلى المستويات في البلاد، ويتم تمويلها من صندوق الثروة السيادي الذي يرأسه ولي العهد السعودي.
وأوردت التقارير أن السلطات السعودية تسعى لجذب المزيد من اللاعبين، وأنها خصصت أكثر من 20 مليار دولار لذلك.