وصفت منظمة دولية ما يجري في قطاع غزة بأنه مجزرة بحق الإنسانية يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين من نساء وأطفال.
ونقلت وكالة فرانس برس عن رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ليو كان قوله بعد عودته من القطاع الفلسطيني المدمر: إن هناك “مشكلات تتعلق بالأمن والوصول والإمداد تصطدم بها المنظمات الإنسانية في غزة بمواجهة المجزرة الجارية فيها”، مضيفاً “شاهدت أغلبية المرضى من النساء والأطفال في المستشفيات… إنها أول مرة نرى ذلك وهذا بنظرنا دليل واضح على أن القصف عشوائي… ثمة الكثير من المعاناة في المستشفيات، الناس يصرخون، يقولون إنهم يتألمون، وهناك إمكانات ضئيلة جداً للتكفل بذلك”.
وشدد كان على أن المطلب الأول هو وقف إطلاق نار فوري، لأن ما يجري في الوقت الحاضر مجزرة فهناك نحو 150 امرأة وطفلاً يقتلون يومياً، بحسب تقديرات متدنية وهذا عدد يفترض أن يثير الهلع ويشكل تحذيراً للأسرة الدولية بكاملها، لافتاً إلى أن ثمة الكثير من القتلى غير المرئيين، لأنهم لا ينسبون حكماً إلى عمليات القصف، لكنهم أشخاص يموتون لعدم حصولهم على العناية الأساسية، وهذه مأساة.
وأشار كان إلى أننا نواجه مشكلات هائلة على ارتباط بالأمن فلا يمكن اليوم إجلاء مرضى من مستشفى إلى آخر بسبب الأمن وهناك أيضاً مشكلة الوصول، فجيش الاحتلال الإسرائيلي يعرقل بصورة شبه منهجية إرسال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، موضحاً أننا نشهد منذ بدء الحرب هجمات منتظمة على مرافق صحية، هذا أمر غير مسبوق إطلاقاً بالنسبة لأطباء بلا حدود، وفي الحروب تكون هذه المواقع على الدوام مناطق حساسة إلى حد ما، وتقع دائماً حوادث، لكن الأمر هنا منهجي.
وبين كان أن المرافق الصحية لم تعد تتكفل سوى بالحالات الطارئة الحيوية، وأحياناً لا تتمكن حتى من الاستجابة لها، حيث رأينا قبل خمسة أيام في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة مريضاً مصاباً وصل للخضوع لعملية جراحية في العظم لكنه توفي إذ لم يكن هناك جراح، كما لم يعد هناك علاجات لمرضى السرطان في غزة، وهم يموتون بسرعة متزايدة.
ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول الماضي أصيبت مستشفيات وسيارات إسعاف بالضربات في القطاع المحاصر والخاضع لقصف مدمر وعمليات برية، فيما استشهد وأصيب عشرات الآلاف غالبيتهم من النساء والأطفال.