منذ أن فتح الإنسان عينيه على هذه الحياة برزت معه فكرة الجمال فأصبح الإحساس بالجمال جزءاً من تكوينه وفطرته وما من إنسان إلا ويحب الجمال ومن لا يميل إليه يعش خللا وشذوذا في تركيبته الإنسانية.

إذاً الجمال فطرة إنسانيه متفق عليها إلا أن الاختلاف منصب في تذوق هذا الجمال فما يراه أحدهم جميلاً قد يراه الآخر قبيحاً. أما الحب الذي به نسمو ونرقى.. فهو هبة من الله أودعها في قلوب البشر لتعم السعادة وينتشر السلام فالحب فيه نضحي ونسامح ونذلل العقبات ومن يعرف كيف يحب يعرف يكون إنساناً، وغالباً ما يرتبط الحب بالجمال. كيف لا وعشتار كانت رمزاً للحب والجمال ومنها تبوأت المرأة مركز الخصب والخير والألق المتجدد والعاطفة .

ومن هنا نرى أن العلاقة بين الحب والجمال علاقه طردية فالإنسان عندما يحب يزداد جمالاً وألقا وينعكس ذلك على وجهه وعينيه فتشع بريقا وتوهجا. حتى في حياته العملية يكون أكثر عطاء فالحب يحفز الخلايا لتكون أكثر نشاطا في إفراز هرمونات الحب، فيصبح حينها ملاحظاً للجميع ومن المستحيل إخفاء هذا الشعور، ويظهر في التصرفات اللامنطقية والغير مسؤولة أحياناً والنابعة من أعماق اللاشعور وتتجلى ظاهرياً في العيون والآهات والشجون والسرور والاضطراب في محضر الحبيب.

نلاحظ أن هناك علاقة غريبة بين ارتفاع معدلات الجمال عند الفتيات وبين وقوعهن في الحب، هذا يرجع إلى استقرار عاطفي، فالحب يخلق الجمال والجمال يخلق الحب وهذا ما أكد عليه نجيب محفوظ في روايته السراب، فالحب يجعلك ترى الجمال في شريك حياتك.. من يحبك يرى تصرفاتك الحلوة رائعة وتصرفاتك السيئة مقبولة ويحاول مساعدتك لتغير من نفسك فإذا تواجد الحب تواجد الجمال.

وأشار علماء النفس الى ان شكل المرأة يدغدغ مشاعر الرجل في الغالب... فهو أشبه بالمخدر بالنسبة إليه، فيمنحه ذاك الشعور بالسعادة والراحة وهو كالشعور عند التأمل في لوحة فنية أو زهرة جميلة و يرجع ذلك إلى أن الجمال ينشط مراكز المكافأة في المخ وهو ما يعطي نفس الشعور الذي يعقب النجاح في امتحان أو الفوز بجائزة فالمرأة الجميلة هي النجاح في الامتحان بالنسبة للرجل لأنه في الغريزة لابد أن يحارب للحصول على أنثاه .

بالمقابل هناك أشخاص يبحثون عن التناغم والتوافق بين المادة والروح أي بين الشكل والجوهر.. اي تكاملية الجمال المادي مع الجمال المعنوي بالنسبة للشريك. وهكذا نرى أن الحب يكشف معالم الجمال التي ربما لم تكن لتظهر إلا به فكل شيء في هذه الحياة جميل... لأن الله جميل يحب الجمال.

 

بقلم: رانيا أحمد