تمثل كنيستا قرية الهيت بريف السويداء الشمالي أحد المعالم الأثرية المهمة التي تعود للعصر البيزنطي وتشهد على حضارة موغلة بالقدم.

الكنيسة الأولى الجنوبية كما ذكر رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان لمراسل سانا تبعد نحو 100 متر عن القصر الأثري بالقرية وتقع على الحدود الجنوبية للتجمع السكاني الأثري فيها وهي موجهة للشمال الشرقي مع واجهة رئيسة بالجنوب وأروقة ويدخل إليها عبر 3 أبواب مختلفة باب رئيسي وبابين ثانويين على الواجهة الجنوبية والجانب الغربي مبيناً أنها سكنت من قبل السكان المحليين في الفترات الحديثة وأضيف عليها تعديلات أخفت القليل من أجزائها.

وداخل الكنيسة الجنوبية وفقاً لكيوان صحن مركزي وصحنان جانبيان ذوات أروقة وأقواس حجرية مع مذبح في الجهة الشرقية ومشاكي فجوات بالجدران وخزن جدارية بإطارات مورقة وأسقف ببلاطات بازلتية متلاصقة ومزينة بعناية بصلبان معقوفة وترتكز على ميازين بتضليعة معكوسة.

وبين أن الزخرفة المعمارية في هذه الكنيسة محدودة جدا باستثناء عدة تيجان مزخرفة وكذلك الإطار ذو الركائز الخاصة بباب المدخل الرئيسي من الجانب الجنوبي إضافة للأفاريز الحجارة المخصصة للأجزاء العلوية من الأبنية المزينة بزخارف معمارية بمنتصف ارتفاع الواجهات الغربية والجنوبية.

وبحسب كيوان فإن جدران الكنيسة الجنوبية تحوي 7 نقوش كتابية يونانية نقشت على حجارة معاد استخدامها باستثناء اثنين يخصان الجدار الشمالي وهذه النقوش لا تعطي أي معلومات حول تاريخ البناء أو القديس الذي كرست له.

أما الكنسية الثانية الشرقية فهي كما بين رئيس الدائرة تبعد عن الأولى 90 متراً وهي مثل سابقتها غير محددة الهوية من الخارج وتقريباً منعزلة حيث يوجد منزل حديث واحد داخل ومقابل الصحن الجانبي الشمالي لها بينما الجوانب الثلاثة الأخرى مكشوفة تماماً.

وذكر كيوان أن هذه الكنيسة لها أبعاد قريبة من أبعاد سابقتها مع الاختلاف عنها بأن واجهتها نحو الغرب وصدرها إلى الشرق وصحونها الداخلية منارة بنوافذ صغيرة يحميها أفاريز حجرية ومصارعها من حجر البازلت مبيناً أن الكنيسة الشرقية مثل الجنوبية يصعب الوصول إلى الفراغ الداخلي لها لوجود جدران تفصل الأروقة الجانبية عن صحن الكنيسة الرئيسي الذي تم تقسيمه أيضا إلى قسمين.

وما يثير الفضول بالكنيسة الشرقية وفق رئيس الدائرة المعزبتان الغربيتان حجر صغيرة غير المحدودتين بأقواس متوضعة على أقواس الممر السفلي إنما بجدران مزودة بأبواب مشيراً إلى أن الأسقف بحالة جيدة ومعاد إنشاؤها باستخدام بلاطات متباعدة فوق العقد ثلاثي الأقواس وبلاطات مشذبة ومتجاورة فوق صحن الكنيسة ولا يوجد في هذه الكنيسة أي زخرفة إلا زخارف تيجان دعامات الأقواس.

وتشارك قرية الهيت التابعة لناحية شقا بالسويداء اسمها مع منطقتين إحداها على نهر الفرات والثانية في حمص واسمها ورد في النقوش القديمة (ايثا -ايتا) ويوجد فيها إضافة للكنيستين عدة مبان أثرية مهمة.

عمر الطويل