ركزت الفعالية التوعوية التي أقامها اليوم البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة على التعريف بأهداف البرنامج والمستفيدين منه، وأعماله منذ إحداثه العام الماضي.

وخلال الفعالية التي أقيمت في فندق الشام بدمشق بمناسبة اليوم العالمي للسمع، أوضح وزير الصحة الدكتور حسن الغباش أن عدد مراكز المسح التابعة للبرنامج منذ تأسيسه ارتفع من 43 إلى 64 مركزاً، وتم فيها إجراء الكشف لـ 11785 طفلاً، وإحالة 148 منهم لإجراء استقصاءات إضافية، حيث ثبت نقص السمع لدى 15 طفلاً.

ولفت الدكتور الغباش إلى أنه تم تركيب أول 3 معينات سمعية لـ 3 أطفال مستفيدين من البرنامج، تم تشخيص حالتهم بنقص سمع حسي عصبي عميق ثنائي الجانب.

وتوجه الدكتور الغباش بالشكر الجزيل للسيدة الأولى أسماء الأسد، التي رسمت مسار البرنامج ودعمت تنفيذه عبر رعايتها لأهم برامج التأهيل السمعي طبياً ونفسياً واجتماعياً، لنصل إلى برنامجٍ وطني متكامل للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع.

وأوضح الدكتور الغباش أن وزارة الصحة بالتعاون مع شركائها في البرنامج الوطني في (وزارات التعليم العالي والبحث العلمي، والدفاع، والداخلية، ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، ومنظمة آمال الشريك الأول في هذا البرنامج) تعمل ليصبح تطبيق المسح السمعي لحديثي الولادة مماثلاً لتطبيق برنامج اللقاح الوطني للأطفال.

ممثل مجلس أمناء المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة (آمال) الدكتور علي تركماني أشار إلى مساعي المنظمة منذ إحداثها في التعامل مع الإعاقة السمعية، والذي توج بإطلاق البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر عن نقص السمع عند حديثي الولادة، مشيراً إلى اتفاقية التعاون مع وزارة الصحة والتي قامت من خلالها المنظمة بتجهيز مراكز كشف وتشخيص وتدريب الكوادر الفنية، فضلاً عن إطلاق تعاون وثيق مع وزارة التربية لتبني مفهوم وطني للدمج الأكاديمي، وإعداد تشريعات وإجراءات خدمةً للأشخاص ذوي الإعاقة.

وفي كلمة لها أوضحت ممثلة منظمة الصحة العالمية بالإنابة في سورية الدكتورة إيمان الشنقيطي أن المنظمة دعمت مشاركة مندوبي وزارة الصحة في التدريبات والمنتديات العالمية المتعلقة بهذا الموضوع، وعملت على تأمين 17 جهاز بث صوتي وتخطيط سمع لدعم حملات المسح السمعي خلال العام الجاري وتقديم الدعم المطلوب للتدريب الفني لـ 100 مشارك من وزارة الصحة في 16 مركزاً صحياً.

وعرضت مديرة البرنامج الدكتورة منال الحمد الخدمات التي يقدمها البرنامج ومكوناته والبروتوكولات التي يتم تطبيقها والخطط المستقبلية للعمل والأمور اللوجستية، مشيرة إلى أنه تم تقديم 4 أجهزة بث صوتي مقدمة من المجتمع المحلي بريف دمشق، إضافة لتزويد مشفى الزهراوي في دمشق بجهاز جذع الدماغ ووضعه بالخدمة وتأمين 14 جهاز بث صوتي في مختلف المحافظات.

عميد كلية العلوم الصحية الدكتور سامر محسن أكد أهمية التدخل المبكر في تدبير نقص السمع وتحديد المشكلات التي يتعرض لها الأطفال الذين يعانون من مشكلة نقص السمع.

وركز الممثل عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حسام حديد خلال محاضرته على دور إجراء زراعة القوقعة بتدبير نقص السمع الولادي الذي يتم اللجوء إليه في حال عدم الاستفادة من المعينات السمعية.

وقدمت فرح جبري ماجستير علم السمعيات مشاهدات واقعية رصدتها في منظمة آمال والرؤية الايجابية المتكونة بعد إطلاق البرنامج من خلال إجراء الفحص الروتيني الذي يسهم بالكشف المبكر، والتدخل للحصول على سمع طبيعي.

كما تضمنت الفعالية عروضا تقديمية لممثلي وزارة الدفاع الدكتور عبد الرحمن عوض ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري تمام محرز.

حضر الفعالية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم، ووزير التربية الدكتور محمد عامر المارديني، ومعاون وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية، وأعضاء اللجنة الوطنية لنقص السمع، ومديرو الصحة، وممثلو عدد من الجمعيات الطبية والمنظمات الدولية.

ويهدف البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة الذي أطلق في الـ 12 من آب الماضي برعاية وحضور السيدة الأولى أسماء الأسد، إلى إجراء المسح لجميع حديثي الولادة قبل بلوغ شهرهم الأول من العمر، وتشخيص نقص السمع في حال وجوده قبل عمر الثلاثة أشهر، لإتاحة الفرصة للتدخل المبكر والصحيح قبل عمر الستة أشهر.

ويقام اليوم العالمي للسمع في الـ 3 من آذار من كل عام لإذكاء الوعي بشأن كيفية الوقاية من الصمم وفقدان السمع، وتعزيز رعاية الأذن والسمع في كل أنحاء العالم، حيث يحتاج أكثر من 5 بالمئة من البشر إلى التأهيل لمعالجة فقدان السمع، ومن المتوقع وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية أن يعاني نحو 2.5 مليار شخص من درجة معينة من فقدان السمع بحلول عام 2050، فيما سيحتاج 700 مليون منهم على الأقل إلى خدمات إعادة تأهيل السمع.