لا تزال تداعيات مقتل سبعة من موظفي منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الأميركية، في غارة إسرائيلية على قافلة تابعة لها في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، الاثنين، مستمرة.
العالم مصدوم!
فقد أعرب فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، عن شعوره بالصدمة جراء ما حدث.
وأوضع في تغريدة على منصة إكس، أن منظمة "وورلد سنترال كيتشن" توفر المساعدات الغذائية التي تشتد الحاجة إليها للسكان الذين يعانون من الجوع.
وشدد على أن العاملين في المجال الإنساني "ليسوا هدفًا".
بدوره، أكد يانيز لينارتشيتش المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات- المسؤول عن الحماية المدنية الأوروبية والمساعدات الإنسانية، على إدانته للهجوم الجديد على العاملين في المجال الإنساني في غزة.
آلية عمل منظمة "وورلد سنترال كيتشن" قبل قرارها بإيقاف عملها
وقال بوريل في بيان إنه على الرغم من كل المطالبات بحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني "فإننا نشهد سقوط ضحايا أبرياء جدد".
كما شدد المسؤول الأوروبي على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة على الفور والسماح بالوصول الكامل للمساعدات الإنسانية وتعزيز حماية المدنيين.
فيما قال خوسيه أندريس الطاهي الذي أسس ورلد سنترال كيتشن إنه يشعر بالحزن البالغ وعبر عن مواساته لعائلات وأصدقاء الذين لقوا حتفهم في الهجوم.
"أمر غير مقبول على الإطلاق"
وأكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي مقتل موظفة الإغاثة الأسترالية لالزاومي "زومي" فرانكوم البالغة من العمر 44 عاما، وقال إن حكومته اتصلت بإسرائيل للمطالبة بمحاسبة المسؤولين.
وقال في مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، "هذه مأساة إنسانية لم يكن ينبغي أن تحدث أبدا، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق وستسعى أستراليا إلى المحاسبة الكاملة والمناسبة" للمسؤولين عنها.
ونادى بضرورة حماية المدنيين الأبرياء وعمال الإغاثة الإنسانية، وكرر دعوته إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة إلى جانب تقديم المزيد من الدعم لمساعدة من يعانون من "الحرمان الشديد".
كما أصدرت بولندا، التي فقدت مواطنا أيضا في الهجوم، بيانا اعترضت فيه على "تجاهل القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني".
"نشعر بالانزعاج"
بينما قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أدريان واتسون، على وسائل التواصل الاجتماعي "نشعر بالحزن والانزعاج الشديد بسبب الضربة التي أدت إلى مقتل عمال إغاثة في ورلد سنترال كيتشن بغزة".
وأضافت "يجب حماية عمال الإغاثة الإنسانية في أثناء قيامهم بتوصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، ونحث إسرائيل على التحقيق سريعا فيما حدث".
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أنه سيفتح تحقيقا للنظر في ملابسات حادثة مقتل موظفين تابعين لمنظمة (وورلد سنترال كيتشن) الإغاثية في قطاع غزة.
"ملتزمون بفحص عملياتنا بدقة"
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري في تصريحات نشرها الجيش "في الليلة الماضية، وقع حادث في غزة أدى إلى الوفاة المأساوية لموظفي وورلد سنترال كيتشن أثناء قيامهم بمهمتهم الحيوية المتمثلة في توصيل الطعام إلى المحتاجين".
وأضاف "ملتزمون بفحص عملياتنا بدقة وشفافية. ولقد تحدثت للتو مع مؤسس منظمة وورلد سنترال كيتشن خوسيه أندرس، وعبرت له عن أحر تعازي الجيش للعائلات وأسرة وورلد سنترال كيتشن بأكملها".
وأوضح أن إسرائيل قامت بتحري الحادثة على أعلى المستويات لمعرفة ملابساتها وكيفية حدوثها، مشيرا إلى أن الجيش سيفتح تحقيقا "لتحري هذه الحادثة الخطيرة بشكل أوسع".
"آلية تقصي الحقائق والتقييم"
ولفت هغاري إلى أن التحقيق ستجريه "آلية تقصي الحقائق والتقييم"، والتي وصفها بأنها "هيئة مستقلة واحترافية ذات خبرة".
تعليق العمليات
يشار إلى أن منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الإغاثية، كانت أفادت في بيان، بمقتل 7 من أفراد فريقها في ضربة للجيش الإسرائيلي بدير البلح وسط قطاع غزة.
أيضاً، عبر ممثل الشؤون الخارجية والسياسية الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الثلاثاء، عن إدانته للهجوم، مطالباً بإجراء تحقيق. وأضافت "فريقنا كان يتنقل في سيارتين مصفحتين تحملان شعار المنظمة في منطقة بعيدة عن مناطق الصراع".
إلى ذلك، أعلنت المنظمة تعليق جميع عملياتها في المنطقة، وقالت إن القتلى السبعة يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا إضافة إلى شخص يحمل الجنسيتين الأميركية والكندية وفلسطيني.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مواكب أو شاحنات إغاثة من قبل القوات الإسرائيلية في القطاع المحاصر منذ أشهر.
فقد أدى حادث مماثل في يناير الماضي إلى مقتل أكثر من 100 فلسطيني برصاص إسرائيلي استهدف مدنيين تجمعوا حول شاحنات مساعدات في دوار الكويت شمال غزة.
كما أعلنت الأونروا استهداف شاحناتها أيضاً في أوقات سابقة.
وتتهم إسرائيل من قبل العديد من المنظمات الإنسانية بما فيها الأمم المتحدة بتنفيذ حصار قاتل على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، وتضييق الخناق على دخول المساعدات في وقت بدأ شبح الجوع يلامس أكثر من 300 ألف فلسطيني في شمال القطاع.