دير الزور
خلال جولته في محافظة دير الزور أطلع رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس على رأس وفد حكومي على العمل في عدد من المشروعات الخدمية والتنموية التي يتم إعادة تأهيلها ونسب التنفيذ وأكد أن المحافظة في مقدمة الاهتمام الحكومي.
واطلع الوفد على بدء عملية زراعة محصول القمح في بلدة العبد بالريف الشرقي وعلى العمل في القطاع الثالث للري الحكومي الذي يروي نحو 11 ألف هكتار من الأراضي الزراعية والإجراءات المتخذة حيال انخفاض منسوب نهر الفرات والتقى عدداً من الفلاحين والمزارعين حيث أكد رئيس مجلس الوزراء على مواصلة تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي من سماد وبذار ومحروقات وبذل كل الجهود لتذليل العقبات والصعوبات في هذا المجال.
وتفقد أيضاً مشروع إعادة تأهيل مركز الانطلاق القديم والشارع الممتد من جامع المفتي حتى دوار الباسل في المدينة والمراحل التي وصل إليها التنفيذ باعتبار أن المشروع ذو أهمية بالغة بالنسبة للمدينة والريف إضافة إلى أعمال مشروع إعادة تأهيل مبنى مجلس مدينة دير الزور في المجمع الحكومي والمراحل التي وصلت إليها أعمال تأهيل شارع “ستة إلا ربع”.
واطلع الوفد على أعمال تأهيل جسر البعث الواقع على الفرع الصغير لنهر الفرات وأعمال إنشاء جسر العبور بين ضفتي نهر الفرات قرب الجسر المعلق لتسهيل عبور المواطنين والمحاصيل الزراعية، حيث تم التأكيد على بذل كل الجهود لإنجاز المشاريع وفق المدد الزمنية المحددة. وجال على أسواق المدينة للاطلاع على واقع توافر المواد فيها وزار مركز خدمة المواطن الإلكتروني بحي الثورة واطلع على الخدمات التي يقدمها والتسهيلات التي يؤمنها للمواطنين.
رئيس مجلس الوزراء وفي تصريح للصحفيين أن هذه الزيارة بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد وتأتي بعد الإقبال الكبير ومنقطع النظير من أبناء دير الزور وتعطشهم الواضح للعودة إلى حضن الوطن ولابد أن نكون في الحكومة على قرب وتواز مع احتياجاتهم وخاصة أن المحافظة تعرضت للإرهاب والحصار والتخريب الممنهج على يد العصابات الإرهابية الذي واجهه أبناء دير الزور بالصمود.
وأوضح المهندس عرنوس أن الهدف من هذه الزيارة الاطلاع على واقع الأعمال المنفذة التي يجري تنفيذها وما تقوم به كل الجهات الحكومية والمنظمات الدولية من مشاريع والوقوف على احتياجات الأهالي لافتاً إلى أن لدى الحكومة خطة طموحة للعام القادم وستكون دير الزور في مقدمة الاهتمام وسيتم دعمها بما تحتاج حتى لو كان من خارج الاعتمادات المرصدة في العام القادم.
وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف بين أن المحافظة تشهد تنفيذ عدد من المشاريع كتأهيل الساحات والشوارع والأسواق ما يعكس استمرار الحياة فيها فيما أشار وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا إلى أنه تم منذ بداية الموسم الزراعي تأمين مستلزمات الإنتاج من أسمدة وبذار ومحروقات للمحافظة وأن نسبة الأراضي المزروعة فيها حتى الآن في بعض القطاعات وصلت إلى 100 بالمئة.
وفي الاجتماع الذي عقد بمبنى المحافظة بحضور الفعاليات الأهلية ومديري المؤسسات والدوائر الحكومية وعدد من أعضاء مجلس الشعب عن محافظة دير الزور وأعضاء مجلس المحافظة والمدينة، نقل المهندس عرنوس محبة السيد الرئيس بشار الأسد إلى أبناء المحافظة، منوهاً بالجهود المبذولة في سبيل إنجاز التسوية الشاملة الخاصة بأبناء المحافظة والتي أسهمت بعودة الآلاف إلى حضن الوطن.
كما عرض الجهود المبذولة التي تلقى الدعم الحكومي لتلبية مختلف الاحتياجات وتقديم الخدمات وتحسينها وإعادة النشاط الاقتصادي والزراعي إلى دير الزور التي تعرض الكثير من مرافقها لضرر كبير من جراء الإرهاب موضحاً أهمية تكاتف الجهود وتأمين كل التسهيلات لعودة المهجرين إلى منازلهم وأراضيهم وإعادة حركة العمل للفعاليات التجارية والاقتصادية.
وأكد المهندس عرنوس ضرورة مضاعفة الجهود والعمل في القطاع الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي في ظل التبدلات المناخية الحالية وهذا ما يستدعي زراعة جميع المساحات القابلة لذلك واستثمارها بالشكل الأمثل وإعادة الإقلاع بالمشاريع ذات الصلة.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة تدعم مشاريع الطاقة المتجددة وتعمل مع الدول الصديقة لإعادة تأهيل عدد من المحطات الكهربائية وسيتم وضع الطاقات المولدة تباعاً لتحسين واقع الكهرباء داعياً الكوادر الصحية إلى العودة لمحافظتهم والنهوض بالواقع الصحي ومشدداً على أهمية وضع برامج تنفيذية وفق مدد زمنية محددة لتنفيذ المشاريع المختلفة بالمحافظة والاستفادة من الكفاءات العلمية بجامعة الفرات.
وأعلن المهندس عرنوس تقديم ملياري ليرة إضافية لدعم الموازنة المالية لمحافظة دير الزور للعام القادم تخصص للمشاريع الاستثمارية ومجالس المدن والبلدات ودعم المحافظة بعدد من الآليات الهندسية وترحيل القمامة إضافة إلى تأمين الأثاث لمبنى القصر العدلي الذي تم الانتهاء من إعادة تأهيله. إضافة إلى الموافقة على منح جامعة الفرات ٥٠٠ مليون ليرة لاستكمال تنفيذ مشروع توسع كلية العلوم وذلك من صندوق تنمية دير الزور.
والتقى المهندس عرنوس بعد ذلك ممثلي المنظمات الدولية العاملة في المحافظة وتناول اللقاء المشاريع التي يتم تنفيذها بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أهمية الدور الذي تقوم به المنظمات في إعادة تأهيل ما خربه الإرهاب بالمحافظة مؤكداً استعداد الحكومة لتقديم الدعم والتسهيلات لتنفيذ المشاريع التي تنعكس بصورة إيجابية على واقع المحافظة ولا سيما في القطاعات الإنتاجية لجهة تأمين فرص العمل وتحسين سبل العيش.
شارك في الجولة وزراء الإدارة المحلية والبيئة والتعليم العالي والبحث العلمي والزراعة والإصلاح الزراعي والنفط والثروة المعدنية ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي ومحافظ دير الزور وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي فيها.