يعود اليوم العالمي لداء السكري في الـ 14 من تشرين الثاني من كل عام ليذكر بخطر زيادة أعداد الإصابات عالميا وبنسبة 110 بالمئة في المنطقة العربية بحلول عام 2043 حسب أرقام الاتحاد الدولي للسكري.
وحسب أحدث تقرير للاتحاد فإن الدول العربية تقع في ثاني أعلى منطقة ستشهد تزايدا بعدد إصابات السكري بعد إفريقيا التي ستصل نسبة الزيادة فيها إلى 156 بالمئة.
مدير الهيئة العامة لمشفى دمشق الدكتور هيثم الحسيني يقول لـ سانا الصحية إن داء السكري من الأمراض واسعة الانتشار خاصة النمط الثاني ويؤثر إهمال علاجه على جميع أجهزة الجسم مؤكدا ضرورة زيادة الوعي بسبل الوقاية منه كالتزام نمط حياة نشيط وغذاء صحي متوازن وإجراء التحاليل الطبية الدورية لكشف مرحلة ما قبل السكري.
وعلى هامش يوم علمي بمشفى دمشق ذكرت رئيسة الرابطة السورية للغدد الصم ورئيسة شعبة الغدد الصم في المشفى الدكتورة أمل حرفوش أنه من المتوقع وصول عدد السكريين عالميا بحلول عام 2035 إلى نحو نصف مليار شخص.
وعن أنماط السكري الأكثر شيوعا أوضحت حرفوش أن النمط الأول مناعي ناتج عن تخريب خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس والثاني وراثي وقد يزداد نتيجة عوامل منها نمط الحياة الخمول وتناول النشويات والسكريات بكثرة منبهة إلى أن النمط الثاني بات منتشرا بشكل كبير بين الأطفال نتيجة نمط الحياة غير الصحي.
وأشارت حرفوش إلى وجود تحاليل تعطي مؤشرات حول إمكانية حدوث الإصابة بداء السكري منها أن تتراوح قيم سكر الدم بعد صيام 8 ساعات بين 100 و125 والخضاب الغلكوزي بعد الطعام بساعتين بين 7ر5 و 4ر6 وقيمة سكر الدم بتحليل عشوائي خلال اليوم بين 140 و 199.
رئيس هيئة الاختصاصات الطبية بوزارة الصحة الدكتور يونس قبلان رأى أن المصاب بالسكري لا يعد مريضا في حال كان ملتزما بتعليمات الأطباء ونمط الحياة الصحي مشيرا إلى أن الانتشار الواسع والسريع للداء ومرافقته لمجموعة اختلاطات تصيب معظم أنحاء الجسم والكلفة المادية لعلاجه يدعو إلى القلق ويشجع من أجل العمل للوقاية منه.
وحول الرابط بين الاعتلال الكلوي والسكري أشار قبلان إلى أن الداء السكري سبب أساسي للقصور الكلوي ويشترك مع الأمراض القلبية الوعائية وارتفاع الضغط الشرياني في زيادة نسب الإصابة بالاختلاطات الكلوية 17 مرة.
ولفت اختصاصي الغدد الصم إلى أن ضبط السكري الجيد يمنع تطور الإصابة الكلوية عبر إجراء التحاليل الدورية واستعمال الدواء وضبط الضغط الشرياني والامتناع عن التدخين وتفادي البدانة.
وعن العلاقة بين قصور القلب والسكري ذكرت اختصاصية الغدد الصم الدكتورة هناء الغانم أن 75 بالمئة من مصابي النمط الثاني من داء السكري معرضون لخطر الإصابة بالقصور القلبي والأمراض الوعائية القلبية التي تزيد 4 أضعاف لدى السكريين مقارنة بالأشخاص السليمين كما يرتبط السكري من النمط الثاني مع ما يسمى الحياة المستقرة أو متلازمة الجلوس حسب الاختصاصية الدكتورة تغريد حمود وهي تعبير عن نمط حياة يكثر الأشخاص من مختلف الأعمار من فترات الجلوس التي تقارب 4 إلى 8 ساعات مع وارد غذائي يحوي كمية سعرات حرارية كبيرة لافتة إلى أن فرط البدانة أيضا يسهم بمقاومة عمل الأنسولين وتراكم السكر في الدم ويمكن أن يطور لداء السكري.
ودعت حمود المؤسسات التي يتطلب عملها ساعات طويلة من الجلوس السماح بممارسة نشاط رياضي وترفيهي بفترات متقطعة خلال العمل مؤكدة دور وسائل الإعلام بنشر الوعي المجتمعي بأهمية النشاط الرياضي واتباع نمط غذائي صحي بعيد عن السكريات والنشويات.