انطلقت في المراكز الثقافية بمحافظة طرطوس المرحلة الثانية من مسابقة تحدي “قارئ العام” لجرحى الجيش العربي السوري، والتي ينظمها مشروع جريح الوطن بالتعاون مع دائرة الجرحى ومديرية الثقافة بالمحافظة.

ويشارك في هذه المرحلة نحو 60 جريحاً يقدمون ملخصات لما قرؤوه من كتب على مدار شهر كامل ومناقشتها أمام لجان التحكيم وفق مديرة مشروع جريح الوطن بالمحافظة غنوة عبد الرحيم، مضيفة: إنه سيتم اختيار فائز واحد من كل منطقة بالمحافظة ليشاركوا بالمرحلة النهائية التي يتم فيها اختيار الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى على مستوى المحافظة والتي ستجري بعد نحو 15 يوماً.

رئيس دائرة الجرحى بطرطوس ربيع إبراهيم أشار إلى أن المسابقة بعد نجاح تجربتها الأولى العام الماضي شكلت حافزاً لعدد أكبر من الجرحى للمشاركة فيها، بهدف اللقاءات المستمرة فيما بينهم واستثمار أوقاتهم في عالم المعرفة والاطلاع في جو تنافسي ثقافي بغض النظر عن النتائج، فالكل هنا رابح بالفكر وتوسيع المعارف وبشتى أنواع الأدب.

بدورها رئيسة المركز الثقافي العربي بمدينة طرطوس منى أسعد لفتت إلى أن المراكز الثقافية قدمت كل الإمكانيات والتسهيلات اللازمة لإنجاز هذا النشاط الثقافي كإعارة الكتب للجرحى وتشكيل لجان التحكيم من الأدباء والكتاب، لإجراء اللقاءات معهم ومناقشة محتوى الكتب التي قاموا بقراءتها.

الأديبة نهله البدوي من لجنة التحكيم بينت أهمية القراءة عموماً والمسابقات على وجه الخصوص وفي مقدمتها هذه المسابقة التي أخذت على عاتقها تشجيع الجرحى على القراءة وتوسيع مداركهم العلمية عبر تحدٍ يشكل بحد ذاته قوة خلاقة، لافتة إلى أن من أهم معايير اختيار الناجح إتقان اللغة والنقاش الواسع في الكتب التي تمت قراءتها والمهارات الفكرية والثقافة العامة، مع الأخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية ونوع الإصابة لكل جريح.

وأكد عدد من الجرحى أن المسابقة شكلت مرحلة جديدة لخوض تجارب جديدة والانخراط في مجالات ثقافية متنوعة، حيث لفت الجريح إبراهيم حداد إلى أنه اختار مجموعة من الكتب الثقافية التي تغني معارفه لخوض هذا التحدي، ووجد أن المسابقة فرصة للخروج من عالم التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي فلا غنى عن الكتاب.

واختار الجريح ربيع رحال خوض المسابقة بكتب الاقتصاد والبحوث المرتبطة بدراسته، كونه طالب ماجستير في إدارة الجودة بالجامعة الافتراضية، مبيناً أن نوعية الكتب التي تقدم بالمسابقة قيمة ومنوعة تشكل بالعموم ثقافة واسعة، وتزيد من معارف أهل الاختصاص، بينما لفت الجريح وليد عثمان خريج إدارة أعمال اختصاص تسويق إلى شغفه بالكتب التاريخية، وذلك كان سبباً لمشاركته بالمسابقة ليكون على اطلاع أوسع بهذا المجال، إلى جانب التعرف على مختارات الجرحى وآرائهم فيما اختاروه من عناوين متنوعة في مجالات الأدب والرواية والفلسفة والتاريخ وغيرها وتبادل الأفكار والمعلومات.