دقَّت الأمم المتحدة اليوم ناقوس الخطر بشأن ارتفاع درجات الحرارة بالتزامن مع موجة حرّ شديدة يعاني منها سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن جون نيرن المستشار رفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، قوله: إن “شدّة هذه الظواهر ستستمر في الازدياد، وعلى العالم أن يستعد لموجات حر أكثر شدّة”، معتبراً أن “ظاهرة النينيو التي أُعلن عنها مؤخراً لن تؤدي إلا إلى زيادة وتيرة موجات الحر الشديد هذه وشدتها”.
وأوضح نيرن أن إحدى الظواهر التي تمت ملاحظتها تتمثل بأن عدد موجات الحرّ المتزامنة في نصف الكرة الشمالي زاد 6 أضعاف منذ الثمانينيات، وليس هناك أيّ مؤشر على أن هذا المنحى سيتراجع.
وأعرب نيرن عن الخشية من مخاطر هذه الموجات على صحة الإنسان وسبل عيشه، معتبراً أن مسؤولية تبني خطط لمكافحة الحرارة الشديدة تقع على عاتق الجميع.
ودعا “نيرن” إلى محاربة الوقود الأحفوري، معرباً عن “اعتقاده بأن أسهل شيء هو كهربة كل شيء، وأن الأمر يتعلق بالتوقف عن استخدام الوقود الكربوني”.
كما نبه “نيرن” إلى أن درجة الحرارة في أثناء الليل “هي التي تشكل أكبر المخاطر الصحية، لا سيما على الفئات الضعيفة من السكان، موضحاً أن “ارتفاع درجات الحرارة بشكل متكرر ليلاً يشكل خطورة، خاصة على صحة الإنسان لأن الجسم لا يتمكن من التعافي، ما يؤدي إلى زيادة الإصابة بالنوبات القلبية والوفيات”.
ويتوقع الخبراء أن تتجاوز الحرارة في أمريكا الشمالية وآسيا وشمال أفريقيا، وحوض البحر الأبيض المتوسط، الـ 40 درجة مئوية هذا الأسبوع.
ويعزو الخبراء تغير المناخ إلى غازات الاحتباس الحراري التي تحجز الحرارة، وتؤدي دوراً مهماً في منع انعكاس بعض أشعة الشمس إلى الفضاء، موضحين أن الزيادة في كمية الغازات في الغلاف الجوي تعني احتجاز مزيد من الحرارة فيه، مما يؤدي إلى ظواهر مناخية غير مألوفة.