رحلة علاج طويلة بدأت منذ سنة للطفل أحمد القرمش بعد اكتشاف وجود مشكلة في حاسة السمع لديه وتشخيصها في أحد مراكز الكشف عن نقص السمع التابعة للبرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة.
والدة الطفل أحمد، أوضحت أنه تم اجراء اختبار المسح السمعي للطفل بعمر الشهر ولم يجتزه، وبعد رحلة استمرت مدة عام كامل تم اجراء عملية زراعة الحلزون منذ شهر، واليوم تم تركيب الجهاز الخارجي للحلزون حيث سيسمع الطفل الأصوات للمرة الأولى، معربة عن سعادتها بذلك، وداعية الأهالي إلى إجراء الفحص اللازم والتأكد من سلامة حاسة السمع لدى أطفالهم خلال شهرهم الأول من العمر.
مديرة قسم السمعيات في المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة آمال، الاختصاصية فرح جبري، أشارت الى أن الطفل أحمد قد تم تركيب جهاز المعالج الخارجي له بعد إجراء عملية زراعة الحلزون ،لافتة الى أن المرحلة الحالية تشمل متابعة الطفل عبر إجراء تخطيط السمع وجلسات تأهيل الكلام واللغة، إضافة إلى البرمجة للوصول الى مستوى السمع الوظيفي.
وحول استجابة الأطفال للأصوات، بينت جبري أنها تختلف بين طفل وآخر من البكاء والشرود وهي جميعها ردود طبيعية ومطمئنة.
عضو مجلس أمناء المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة آمال وعضو البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة كلوديا توما بينت أن البرنامج وصل لعدد كبير من الأطفال عبر إجراء المسح السمعي لما يقارب الـ 38 ألف طفل، وهي الخطوة الأولى التي يجريها البرنامج للطفل للتأكد من سلامة حاسة السمع له، إضافة لتركيب معينات سمعية لنحو 40 طفلاً، ومحاولة تأهيلهم، موضحة أن البرنامج يهدف لتكوين فرصة للطفل ليستطيع الكلام والسمع كباقي أقرانه، الأمر الذي يحققه التدخل المبكر.
وأشارت توما إلى أهمية دور المجتمع والمؤسسات والاهل بشكل خاص فيما يتعلق بتحمل مسؤولية متابعة الأطفال وتوضيح أهمية البرنامج لكشف المشكلة قبل عمر الشهر والتشخيص قبل الـ 3 أشهر وعدم انتظار مؤشر لإجراء الفحص للاطمئنان عن صحة الاطفال والتشخيص والتدخل في الوقت المناسب.
يذكر أنه تم إطلاق البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة في الـ 12 من آب العام الماضي، برعاية وحضور السيدة الأولى أسماء الأسد، ويستهدف جميع الأطفال حديثي الولادة خلال الشهر الأول من عمرهم في مختلف المحافظات.