بحث وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ في طهران اليوم مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، التطورات في المنطقة جراء العدوان الاسرائيلي الوحشي المستمر على بعض دولها.
كما تناولت المباحثات اوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات التي تخدم مصالح البلدين والشعبين.
وعقب المحادثات عقد الوزيران صباغ وعراقجي مؤتمراً صحفياً، أكد خلاله الوزير صباغ أن تصعيد كيان الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على المنطقة يندرج في إطار مشروع أمريكي صهيوني قديم لإعادة تشكيلها، والأدوات الإرهابية تستخدم لهذه الغاية، مشدداً على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف العدوان والقضاء على الإرهاب بجميع أشكاله، ووجوب وقف دعم بعض الدول له لضمان استقرار المنطقة برمتها.
وقال صباغ: أجرينا محادثات إيجابية وتبادلا مثمراً وبناء للآراء بشأن تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات لما فيه مصلحة الشعبين، والتي تعكس حقيقة العلاقة الإستراتيجية التي تربطهما وأهمية تعزيزها في مواجهة التحديات والأخطار وخاصة في هذه الفترة.
وأضاف: استعرضنا التطورات الخطيرة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي الوحشي المتصاعد على دول المنطقة والذي بدأ في السابع من تشرين الأول 2023 على الشعب الفلسطيني ولا يزال، وامتد ليشمل لبنان الشقيق وتزامن مع اعتداءات متكررة على الأراضي السورية بلغ عددها أكثر من 130 اعتداء، من ضمنها الاعتداء على مقر القنصلية الإيرانية بدمشق، ولاحقاً على الأراضي الإيرانية، مؤكدا تأييد سورية حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها وشعبها.
وأوضح صباغ أن التصعيد الإسرائيلي الحالي في المنطقة يندرج في إطار مشروع أمريكي صهيوني قديم لإعادة تشكيلها، والأدوات الإرهابية تستخدم لهذه الغاية، مشيراً إلى أن سورية تواجه هذه الأدوات منذ عام 2011 وتم دحرها من معظم المناطق، وما زالت هناك بؤر في شمال وشمال غرب سورية يتم التصدي لها.
وبين صباغ أن وجهات النظر متفقة حيال ضرورة الوقف الفوري وغير المشروط للعدوان الإسرائيلي وإدانة جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني، والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، مشدداً على حق الشعوب في مقاومة جميع أشكال الاحتلال، وكذلك حق سورية وإيران في الدفاع عن نفسيهما وحماية أراضيهما وأرواح مواطنيهما ضد أي عدوان، ووجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها الجولان السوري، فهذه المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار إلا بزوال الاحتلال.
وأشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أن المحادثات تناولت أيضا التعاون القائم بين البلدين في مكافحة الإرهاب وتفكيك بنيته وتجفيف منابعه، وجرى التشديد على أن القضاء على الإرهاب بجميع أشكاله ضرورة ملحة لخدمة أمن المنطقة واستقرارها وبالتالي الأمن والسلم العالمي، لافتاً إلى أهمية فضح الدور الذي تقوم به بعض الدول في دعم التنظيمات الإرهابية واستخدامها أداة لخدمة أجنداتها التخريبية.
وبين صباغ أنه تم التأكيد خلال المباحثات على رفض التدخل الخارجي في شؤون البلدين الداخلية، وفضح الممارسات الهدامة لبعض الدول ضدهما، وفي مقدمتها الإجراءات القسرية غير القانونية أحادية الجانب المفروضة عليهما، موضحاً أن البلدين يعملان معا لمواجهة هذه الإجراءات غير الإنسانية والتخفيف من آثارها الكارثية على شعبيهما.
ورداً على سؤال لمراسل سانا حول الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين البلدين، أشار صباغ إلى أن هناك اللجنة العليا المشتركة التي عقدت اجتماعاتها العام الماضي، وهناك اللجنة الحكومية الاقتصادية السورية الإيرانية المشتركة التي من المفترض أن تعقد اجتماعاً في وقت قريب في دمشق، وهاتان اللجنتان تشرفان على كل أوجه التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتراقبان وتحددان مستويات التنفيذ، مؤكداً الرضا التام عما تم إنجازه والسعي لتحقيق المزيد من الإنجازات.
من جهته بين عراقجي أن المحادثات تركزت حول التطورات في المنطقة وغزة ولبنان وتم تبادل وجهات النظر حول العلاقات الوثيقة والإستراتيجية بين طهران ودمشق وضرورة تنميتها على جميع المستويات، مجدداً التأكيد على وقوف إيران الدائم إلى جانب سورية في مواجهة أي تهديد إرهابي وكل ما يزعزع الاستقرار فيها، وكذلك أمام تهديدات الكيان الصهيوني.
وأعرب عراقجي عن إدانة إيران الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية ونهب الولايات المتحدة ثروات الشعب السوري، وإدانتها أيضاً الاعتداءات الإسرائيلية على سورية وفلسطين ولبنان التي تزعزع أمن المنطقة، الأمر الذي يتطلب تعاون الأوساط الدولية والأمم المتحدة لإنهاء هذه الاعتداءات.
وقال وزير الخارجية الإيراني: نشكر سورية والرئيس بشار الأسد على المواقف الإنسانية المتمثلة باستضافته المهجرين رغم الأزمة الاقتصادية، حيث استقبلت أكثر من 500 ألف مهجر من لبنان، مشيراً إلى أن إيران ستقدم كل مساعدة ممكنة بهذا الخصوص، وتدعو المجتمع الدولي إلى المساعدة أيضاً.
وأكد عراقجي ضرورة احترام الجميع سيادة سورية ووقف دعم التنظيمات الإرهابية فيها، وأن الجهود السياسية لوقف العدوان الصهيوني المستمر على المنطقة متواصلة مع جميع الدول والمنظمات الأممية ويتم التنسيق بشكل دائم مع سورية في ذلك، معرباً عن الأسف لتقاعس مجلس الأمن عن القيام بواجبه في حفظ الأمن والسلم العالميين جراء منع الولايات المتحدة له من اتخاذ قرار صارم وعملي ضد الكيان الصهيوني، ومؤكداً أنه رغم ذلك فإن المقاومة التي تتصدى للاعتداءات الإسرائيلية في الميدان هي التي تقرر مصير المنطقة.
وفيما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية على إيران شدد عراقجي على أن أي اعتداء لن يبقى دون رد وأن إيران أثبتت ذلك خلال عمليتي الوعد الصادق الأولى والثانية، مبيناً أن الرد على العدوان الصهيوني الأخير قادم، وطهران هي من تقرر كيف ومتى.
وبشأن العلاقات مع الولايات المتحدة لفت عراقجي إلى أن بلاده لن ترضخ لسياسة الضغوط التي أثبتت فشلها باعتراف الأمريكيين، موضحاً أن استمرارهم بهذه السياسة سيواجه بالنتيجة ذاتها أي الفشل، وعلى واشنطن اتباع العقلانية القصوى بدلاً من الضغوط القصوى لأن ذلك سيكون في صالح الجميع.