أكد وزراء خارجية سورية والعراق وإيران خلال مؤتمر صحفي مشترك في ختام محادثاتهم في بغداد  ضرورة مكافحة التنظيمات الإرهابية في سورية لأن تهديدها لا يقتصر على زعزعة أمن سورية واستقرارها فحسب بل يؤثر على المنطقة بأكملها.

وقال وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ: أجريت صباح اليوم لقاءات ومحادثات مهمة مع الرئيس العراقي ورئيسي الوزراء ومجلس النواب ووزير الخارجية إضافة إلى وزير خارجية إيران تمحورت حول التطورات الأخيرة في سورية والناجمة عن استمرار الهجوم الإرهابي الذي شنته يوم الـ 27 من تشرين الثاني الماضي “هيئة تحرير الشام” جبهة النصرة الإرهابية المصنفة كياناً إرهابياً من قبل مجلس الامن إلى جانب عدد من المجموعات والتنظيمات الإرهابية على محافظات حلب وإدلب وحماة واليوم على حمص والتي تمت إدانتها بشكل قاطع لا لبس فيه.

وأضاف صباغ: شرحت لكل من التقيتهم التطورات الميدانية والتهديدات الأمنية والظروف الإنسانية وخاصة أن هذا الهجوم الإرهابي تسبب بموجة نزوح كبيرة للسكان والمدنيين الآمنين وعرضت أيضاً الجهود التي تقوم بها المؤسسات الحكومية السورية لتأمين الاحتياجات الإنسانية واستمرار تقديم الخدمات الأساسية في المناطق التي خرجت عن السيطرة.

وتابع وزير الخارجية والمغتربين: أكدت على أن الجيش العربي السوري والقوات المسلحة السورية تقوم بواجبها الوطني في التصدي لهذا الهجوم الإرهابي إلا أنها اضطرت إلى تنفيذ عمليات تتناسب مع تكتيكات المعركة وإعادة التموضع والانتشار وتم التأكيد على استمرار الجيش للقيام بواجبه ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن وأمان السوريين.

وقال صباغ: أكدت أيضاً أن الجهات التي تقف وراء هذا الهجوم الإرهابي تنتهك بشكل واضح قرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وأيضاً الاتفاقيات التي تم إقرارها في إطار مسار أستانا وتم التجديد على أن هذا التهديد الإرهابي الخطير لا يشكل تهديداً لأمن واستقرار سورية فحسب بل أيضاً لأمن واستقرار دول المنطقة.

وأضاف صباغ: كما عرضت بوضوح لأوجه التدخل الإقليمي والدولي في كل مجريات ما يحصل الآن في سورية وسبق أن حصل فيها وشددت على أن هذه التدخلات باتت مكشوفة ومفضوحة وتهدف الى تحقيق أطماع تاريخية وتقسيم جديد للمنطقة وإعادة رسم خارطتها السياسية وفقاً للأجندات المعادية لتلك الجهات.

وتابع وزير الخارجية والمغتربين: شددت على أهمية حشد كل الجهود العربية والإقليمية والدولية لدعم جهود الدولة السورية في التصدي للإرهاب ومكافحته ومكافحة جميع أشكاله وصوره وإدانة الهجمات الإرهابية التي قامت بها “هيئة تحرير الشام” الإرهابية وأيضاً دعم جهود سورية في الحفاظ على سيادتها وسلامة وأمن مواطنيها ووحدة أراضيها.

وقال صباغ: كان هناك تضامن ودعم واسع للحكومة السورية ولسيادة ووحدة الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب وكان هناك تجديد على ضرورة عدم القبول بازدواجية المعايير في التعامل مع الإرهاب والتصدي له ومكافحته بدون أي تميز.

من جهته قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين: تم عقد اجتماعات متتالية حيث كانت هناك اجتماعات ثنائية مع الرئيس عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني، وأيضاً كانت لنا نحن الوزراء اجتماعات ثنائية، واليوم بعد الظهر كان الاجتماع ثلاثياً، وكان محور كل هذه الاجتماعات وموضوعها الأساسي يتعلق بالأوضاع الصعبة والخطيرة في سورية، وتمت مناقشة الأوضاع بصورة تفصيلية، الوضع الأمني الخطير وتبعات هذا الوضع على الدول الأخرى والدول المجاورة وخاصة العراق، وهناك تأكيد واضح بأن أمن سورية متعلق بأمن المنطقة وأمن العراق متعلق بأمن المنطقة وأمن دول المنطقة بأمن سورية.

وأضاف حسين: هناك هجمات مسلحة مستمرة الآن في المدن والمحافظات السورية ونحن في العراق ندين هذه الهجمات وندين الكيانات الإرهابية التي صنفت دولياً ووفقاً لقرارات وبيانات مجلس الأمن، وندين جميع المنظمات الإرهابية أينما كانت، ونحن في العراق كنا ضحايا الإرهاب، وكما قلت إن أمن سورية مرتبط بأمن العراق وأمن الدولتين مرتبط بأمن دول الجوار.

وتابع وزير الخارجية العراقي: نؤكد على دعم الشعب السوري من خلال إرسال المساعدات الإنسانية للنازحين في سورية، وسنبادر لعقد اجتماع لعدد من الدول في بغداد لمناقشة الموضوع السوري والأوضاع الخطرة في سورية، وسوف نقوم باتصالات دبلوماسية في سبيل الوصول إلى تفاهمات مع ممثلي هذه الدول، وقسم من هذه الدول أعضاء في مسار أستانا، لكن الاجتماع الذي نخطط له هو اجتماع بغداد، لأن الوضع في سورية يهمنا وتدارسنا نحن الوزراء الثلاثة الاحتمالات والتهديدات سواء ضمن المجتمع السوري أو أبعادها والتي تهم المجتمع العراقي والمجتمعات الأخرى.

وقال حسين: سندعو كما دعت سورية إلى اجتماع عاجل للجامعة العربية على مستوى الوزراء وسوف نفعل جميع السبل الدبلوماسية من أجل الوصول إلى التهدئة في الوضع السوري، وتواصلنا مع العديد من وزراء الخارجية مثل تركيا والإمارات والسعودية والأردن ومصر ووزراء خارجية من الدول الأوروبية والغربية، وسوف نستمر بهذه الاتصالات ونعمل مع وزيري خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية من أجل التنسيق لكل هذه الفعاليات الدبلوماسية.

بدوره قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: كان لدي اليوم لقاءات جيدة في بغداد مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية تحدثنا خلالها حول العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطرقنا بشكل خاص للتطورات في سورية حيث أجرينا مشاورات عن كثب مع الأخوة وهناك اتفاق بوجهات النظر حول التهديدات المتمثلة ضد سورية حكومة وشعباً وتداعيات ذلك على دول الجوار وكل المنطقة ولهذا اتخذنا القرار بأن نستمر في نشاطاتنا بشكل مشترك على صعيد المنطقة وعلى الصعيد الدولي.

وأضاف عراقجي: كانت هناك ثلاث رسائل للاجتماع الثلاثي اليوم بين وزراء خارجية إيران والعراق وسورية أولاها رسالة دعم لسورية حكومة وشعباً في مكافحتها للجماعات الإرهابية التكفيرية، حيث تتم الهجمات الإرهابية من دون أدنى شك من خلال مؤامرة أمريكية صهيونية، وإذا أراد أحد ما أن يتجاهل دور الكيان الصهيوني في هذه الهجمات فبالتأكيد هو مخطئ، فالإرهاب التكفيري والجماعات التكفيرية التي تم تصنفيها إرهابياً من قبل الأمم المتحدة أيضاً “تحرير الشام” “جبهة النصرة” وباقي التنظيمات شنوا هجمات ضد سورية حكومة وشعباً، والحكومة السورية والشعب السوري والجيش السوري يواجهون حالياً هذه الجماعات، ونحن في هذا المسار أعلنا عن دعمنا لسورية، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية لطالما دعمت سورية وستستمر في هذا الدعم بكل ثقلها وبكل ما تحتاجه وتطلبه منا.

وتابع عراقجي: الرسالة الثانية تتمثل في أن التهديدات الإرهابية ضد سورية لن تنحصر في سورية بل ستشكل تهديداً لكل دول الجوار وكل المنطقة، إذا تحولت سورية إلى مأمن للإرهابيين فيجب أن نتوقع عودة “داعش” وباقي الجماعات الإرهابية وذلك سيشكل تهديداً كبيراً للمنطقة، وهذا التهديد بالتأكيد لن ينحصر في سورية بل سيطال أيضاً دول جوار سورية مثل العراق

والأردن وتركيا، والنقطة المهمة هي أن نعرف أن الإرهاب لا يعرف حدوداً، ومن أجل مواجهته لا يجب أن نكتفي بالحدود بل يجب أن نحارب الإرهابيين في مهدهم وإلا فسينتشر الإرهاب في كل المناطق، وإذا أردنا أن ندافع ونحمي أمننا فعلينا أن نحمي وندافع عن أمن دول الجوار لنا وأن نساعدها في مواجهة ظاهرة الإرهاب.

وقال عراقجي: الرسالة الثالثة أنه لا يجب أن نميز في مسألة محاربة الإرهاب بين جماعة “تحرير الشام” و”جبهة النصرة” وباقي الجماعات التي تشن هجماتها حالياً ضد الحكومة السورية وقد تم تصنيفها كمنظمات إرهابية لدى الأمم المتحدة، لذلك هناك واجب دولي لمواجهة هذا الإرهاب في سورية، فالائتلاف الدولي ضد الإرهاب لا يجب أن يميز بين الإرهابيين، نحن ليس لدينا إرهاب جيد وإرهاب سيىء، بل يجب مواجهة كل الإرهابيين، وقائمة الإرهابيين تم تحديدها من قبل الأمم المتحدة، لذلك فإن الدول التي لا تتحرك تجاه هذه التحركات للجماعات الإرهابية والتزمت الصمت أو تدعم هذه الجماعات فإنها برأيي مسؤولة عن ذلك ويجب مساءلتها بهذا الشأن، لماذا يواجهون الإرهاب في الأماكن التي يعود لصالحهم ولا يواجهونه في المناطق التي يعتبرونها لضررهم، فالعراق ضحية للإرهاب وإيران أيضاً كانت وما زالت ضحية للإرهاب وسورية كذلك.

وأضاف وزير الخارجية الإيراني: يجب أن تتضافر جهودنا المشتركة ضد الإرهاب وأيضاً على المجتمع الدولي أن يدعم جهود دول المنطقة ضد الإرهاب وخاصة الإرهاب التكفيري الذي نشهده حالياً في سورية ويستمر في جرائمه هناك، مؤكداً في الوقت ذاته دعم إيران لكل المبادرات والجهود الدبلوماسية لتحقيق الهدوء والأمن والاستقرار في المنطقة