يهدف البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة إلى تأمين خدمة الكشف والتدخل المبكر لكل المواليد في سورية، وضمان التطور السمعي اللغوي المعرفي لجميع الأطفال الذين يعانون من نقص السمع، وفق مديرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتورة رزان الطرابيشي.

وقالت الطرابيشي: إن هذا البرنامج الوطني الذي سيتم إطلاقه قريباً، يسعى لإجراء مسح سمعي لحديثي الولادة خلال الشهر الأول والتشخيص بعمر 3 أشهر، ليتم التدخل قبل بلوغ المولود الشهر السادس من عمره، مبينة أن تحقيق ذلك يتم عبر حملات التوعية حول نقص السمع ومؤشراته وأهمية المسح السمعي والكشف المبكر عن نقص السمع، وعوامل الخطورة التي قد تسبب نقص السمع وإمكانية الوقاية منها أو إجراء التدخل المناسب، إضافة إلى طرق التدبير والمتابعة الدورية لمريض نقص السمع.

ويسعى البرنامج لتوفير قاعدة بيانات مشتركة لمرضى نقص السمع في سورية تساهم في تحسين وترشيد الخدمات الصحية المقدمة في مجال الكشف والتأهيل، وتكون قاعدة توجيهية للخطوات المقبلة لتطوير البرنامج واستمراريته بحسب الدكتورة الطرابيشي.

وأشارت الطرابيشي إلى أنه تم اختيار مرحلة الطفل الوليد لانطلاقة المسح السمعي الشامل، لكون نقص السمع الولادي من أكثر العوامل الصامتة المسببة للإعاقة الخفية، وما ينتج عنها من عقابيل “مشاكل صحية”، ولوجود اختبار ماسح غير مكلف وآمن وسهل الإجراء، يمكن من خلاله كشف نقص السمع منذ الولادة، وهذا يتيح لنا الوقاية من العقابيل الشديدة لنقص السمع وضمان تطور طبيعي للطفل.

وبينت الطرابيشي أن العمل يمر بعدة مراحل، تبدأ بمرحلة الكشف في مراكز المسح، ومن ثم إجراء الاختبار الذي يقود إلى التشخيص السمعي، وبعد ذلك تأتي مرحلة التدخل التي يتم فيها تركيب الأجهزة السمعية أو عمليات زرع الحلزون، ومن ثم التأهيل والتدريب والمتابعة.

وأوضحت الطرابيشي أن خدمات المسح والتشخيص تقدم بشكل مجاني عبر 39 مركزاً للمسح، منها خمسة مراكز تجري المسح والاستقصاء معا، إضافة إلى أن البرنامج سيقوم بحملات مسح سمعي دورية لتغطية المناطق صعبة الوصول أو لتوسيع تأمين الخدمة عند زيادة الطلب عليها وفق ظروف كل محافظة، مبينة أن عدد اختبارات الأطفال التي أجريت حتى العام الماضي بلغت 10680 اختباراً تمت إحالة 169 طفلاً إلى الفحص المتقدم بحسب بيانات وزارة الصحة.

وأضافت الطرابيشي إنه يتم تقديم الخدمة باستخدام أجهزة البث الصوتي الأذني في المراكز وجهاز جذع الدماغ الماسح في المشافي، وهو سهل وآمن ومجاني وغير مؤلم.