أقدم آلاف الممثلين وكتاب السيناريو في هوليوود على الشروع في إضراب للمطالبة بتعويضات تتعلق بالبث عبر الإنترنت وضمانات حيال الاستعانة بالذكاء الاصطناعي. ورغم الإضراب استمر إنتاج بعض الأفلام. فما السبب في ذلك؟
أدى إضراب آلاف الممثلين وكتاب السيناريو في قطاع السينما الأمريكية إلى وقف إنتاج الأفلام الكبيرة والعمل داخل الاستوديوهات الكبرى، لكن ورغم ذلك، فإن أعمال التصوير لبعض الأفلام ما زال مستمرا.

وفي هذا السياق، أفادت مجلة "هوليوود ريبورتر" أن عدد عمليات الإنتاج المستمرة بلغ مئتين، بما في ذلك إنتاج فيلم "Flight Risk" من إخراج ميل غيبسون وبطولة مارك وولبيرغ. وأيضا فيلم "The Chosen".

ويرجع السبب في استمرار إنتاج هذه الأفلام إلى أن عمليات الإنتاج الخاصة بها مستقلة ولا تمولها استوديوهات هوليوود الكبرى، فيما تدرس نقابات الممثلين والكتاب عقود هذه الأفلام للتأكد من عدم مشاركة أي من الاستوديوهات التي يشملها الإضراب.

وفي حالة إعطاء نقابة الممثلين الضوء الأخضر لإنتاج هذه الأفلام، يمكن للممثلين العمل، رغم الانتقادات بأن إنتاج هذه الأفلام سوف يضعف التضامن داخل نقابتي الممثلين والكتاب.

بيد أن هذه الاستثناءات ليست بلا قيود أو شروط، إذ يتعين أن يكون الإنتاج مستقلا والحصول على موافقة "نقابة ممثلي الشاشة - الاتحاد الأمريكي لفناني الإذاعة والتلفزيون". فيما يعد السبب في ذلك إهالة المزيد من الضغوط على الاستوديوهات الكبرى  التي ترفض طلبات النقابات وتعتبرها غير واقعية.

وفي ذلك، تعجب كبير مفاوضي النقابة دنكان كرابتري-إيرلندا من قدرة المنتجين المستقلين الذين لديهم ميزانيات صغيرة، على تلبية مطالب النقابة، فيما تعتبر الشركات الكبرى "مطالبنا غير واقعية".

ترفض الممثلة الكوميدية الأمريكية سارة سيلفرمان استمرار إنتاج بعض الأفلام في ظل استمرار إضراب آلاف الممثلين والكتاب

سبب الإضراب

ويطالب الممثلون والكتاب المنخرطون في الإضراب برفع الأجور، فيما قد يبدو الأمر غير معقول، نظرا إلى أجور نجوم ونجمات هوليوود الكبيرة. فعلى سبيل المثال حصلت الممثلة مارغوت روبي بطلة فيلم "باربي” على 50 مليون دولار، فيما ترددت الأنباء عن أن روبرت داوني جونيور قد حصل على 40 مليون دولار لكل فيلم من سلسلة أفلام "الرجل الحديدي" التي قام ببطولتها.

بيد أن نقابة "ممثلي الشاشة - الاتحاد الأمريكي لفناني الإذاعة والتلفزيون" قالت إنها عندما دعت إلى الإضراب، لم يكن هاجسها أرباح وأجور النجوم الكبار، بل كانت تضع نصب عينها ظروف ومرتبات الممثلين والممثلات الصغار، في ظل ارتفاع تكلفة المعيشة في الولايات المتحدة مع تجاوز التضخم عتبة الـ 8.5 بالمائة.

وأشارت النقابة إلى وجود متغيرات مع ثورة منصات البث الرقمي، إذ كان الممثل أو الممثلة يحصلان في الماضي على أموال مقابل الأرباح التي حققها الفيلم في دور العرض السينمائي، لكن مع عرض الأفلام على منصات البث عبر الإنترنت، فإنه من الصعب معرفة الأرباح، خاصة في ظل رفض هذه المنصات مثل نيتفليكس الكشف عن الأرباح.

مخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي

ويدعو الشق الثاني من الإضراب إلى معالجة المخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي  في إنتاج الأفلام؛ إذ يمكن بمجرد إجراء مسح للوجه والجسم للممثلين والممثلات، إنتاج أفلام جديدة بمساعدة الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى توظيفهم مرة أخرى.

بيد أن شركات الإنتاج الكبرى ترفض هذه الاحتمالية، وتصر على أن أعمال المسح لن تجرى إلا على مشاريع بعينها بما يشمل إبرام عقود جديدة مع الممثلين والممثلات.

في المقابل، ترفض كبرى استوديوهات الإنتاج مثل ديزني ووارنر بروس وباراماونت ومنصات البث الرقمي مثل أمازون ونتفليكس، هذه المطالب وتتعبرها مُبالغا فيها وغير واقعية.

ولم تجر مفاوضات بين هذه الشركات والنقابة منذ انهيار المحادثات الأولية في منتصف يوليو/تموز الماضي، ما عزز التكهنات باستمرار الإضراب وتأجيل حفل توزيع جوائز إيمي التلفزيونية إلى يناير/كانون الثاني المقبل وليس سبتمبر/أيلول.

ويتضمن الإضراب عدم المشاركة في تصوير أفلام وإعلانات وحتى مقابلات ترويجية للمشاريع السينمائية والتليفزيونية الجديدة، وحتى مقاطعة العروض الأولى للأفلام المنتجة.