يصعد العدوان الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، مستهدفاً المستشفيات والطواقم الطبية والمدارس والأبنية السكنية والبنى التحتية وغيرها.. في حرب مدمرة يشنها منذ 7 تشرين الأول الماضي، موقعاً آلاف الشهداء، معظمهم أطفال ونساء، ودمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
إلا أن الفلسطينيين وفي تحدٍ واضح يؤكدون إصرارهم على عدم التنازل عن أي حق مشروع لهم.. فلسطينيون يصرّون على البقاء والعودة إلى ما بقي من منازلهم، والتي بات أغلبها ركاماً، على الرغم من تحذيرات جيش الاحتلال لهم، وتمركز دباباته في شوارع القطاع.
وعلى الرغم من تدمير المدارس وبناها التحية ومكاتبها الإدارية ومرافقها، لا يزال الطلبة يتلقون تعليمهم في خيم نصبت بجوار الركام، كما قام أطفالها بالتزلج على الرمال وسط حفرة خلفها قصف إسرائيلي على مدرستهم، هكذا يمرح أطفال غزة، يحولون الساحات المدمرة إلى أماكن لعب، فأصوات الصواريخ والقنابل لم تنزع ضحكاتهم البريئة ولا حتى آمالهم التي ستبقى حاضرة، على الرغم من هول ما يشاهدونه ويتعرضون له.
يصر أطفالها وشبابها على الصمود والعيش ضمن أقل مظاهر الحياة كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ومع شدة الألم ورائحة الموت التي تملأ أرجاء قطاع غزة، هنا خياط يقدم خدماته ويعمل على ماكينته يدوياً، وحذاء يقدم ما استطاع لإخوته، وآخر يقدم الخضراوات، وآخر وآخر حسب مهنته وعمله.
“شعب غزة هم صنّاع الحياة”.. في حين تستمرّ آلة الحرب الإسرائيلية باستهداف كلّ مناطق القطاع من دون استثناء، ويستعدّ أهالي غزة للأسوأ.. هم يعيشون بين أنقاض الأحياء التي كانت تعجّ بالحركة في السابق، في حين يواجهون نقصاً حاداً في الوقود والغذاء والمياه.. على الرغم من الأوامر الإسرائيلية ومن التهديدات التي يطلقها الاحتلال.
صحيفة الثورة-عادل عبدالله